مشروعيةُ الزواجِ والهدف منه تتمثلُ في تحقيق التكافلِ والمودةِ والرحمةِ بين الأزواج، وتكوين الأُُُسر السعيدةِ التي تُنتج أفراداً صالحينَ مُصلحين للمجتمع يُفيدون أنفسهم ومجتمعاتهم، ومن أجمل الأهداف والتفاسير التي قرئتها في الآياتِ الكريمةِ أن الزوجةُ يُطلق عليها اسم زوجةٌ إن كان هُناك توافق وانسجام في العلاقة بين الرجل وزوجته، غير ذلك يُطلق عليها إمرأتُه.
فمثلاً قوله تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا اليها)، ذكر الله سبحانه وتعالى كلمة أزواجاً مع صفة السكن، أي أن الهدف من الزواج هو أن يسكُن كل من الزوجين إلى الآخر، وهذا لا يحدُث الا بوجود تناغم وأُلفة ومودة بينهم، بينما قوله تعالى: ( وضرب اللهُ مثلاً للذين آمنوا إمرأة فرعون)، فقال هُنا سبحانهُ أنها إمرأةً وليست زوجةً لفرعون لعدم وجود التكافؤ بينهم والتناسُق فهي مؤمنةٌ وهو كافر.
الرجل المؤمِن هينٌ لينٌ، يُمثل مجموعة من الصفات الطيبة التي تمشي على الأرض ويَعرف أن الدين الإسلامي الذي هو ينتمي اليه أوصى بالنساءِ خيراً. وأن هذا الدين العظيم أنصف المرأةَ وأعطاها مالم يعيطهِ أياها أي دين أو مذهب دنيوي سواه.
فهُناك عدة أحاديث توصي بالنساء ومنها:
- (رفقاً بالقوارير).
- (ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهُن إلا لئيم).
- (خيرُكم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي). أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
هذه بعض الأحاديث التي توصي بالنساء وهي كثيرةٌ لايُمكن حصرها، ولا يتسع المقام لذكرها كلها، لكن هناك مشروعية لضرب الرجل لزوجته (ضرباً غير مبرحٍ) في بعض الأمور وكحل أخير في بعض الحالات المستعصية منها الخوف من النشوز، والآيةُ الكريمةُ واضحةٌ في ترتيب طُرق التعامل مع المرأة، فأولها الوعض ثم الهجر في المضجع ثم الضرب غير المبرح.
ولكن هناك عدة أمور قد يضرب فيها الرجل زوجته وهي ليست من الدين في شيء ومنها:
- العناد وعدم الطاعة: فإن طاعةُ المرأةِ لزوجها واجبٌ، وعدم طاعتها له قد يتسبب في حدوث المشاكل بينهم وفقدان الرجل سيطرته على الأمور مما يدفعه إلى الضرب.
- التصرف بغير علمه: في المجتمعات الشرقية الرجل يُحب السيطرةِ وإصدارُ التعليماتِ لكل من في البيت بما فيهم الزوجة، وخروجها عن طاعته يؤدي إلى نفس النتيجة.
- الأخطاء الكبيرة المقصودة: تكرار عمل الأخطاء التي تُصنف انها كبيرة وتُحدث الكثير من المشاكل تؤدي إلى نفس النتيجة.
- بعض الصفات السيئة: كمعاملة أهل الزوج معاملة سيئة أو التحلي ببعض الصفات السيئة التي ينبذها المجتمع.
- الإعتداء على حقوق الزوج التي شرعها الله سبحانه وتعالى له: بعض النساء من المسترجلات تطغى شخصيتها على شخصية زوجها بل وإنها في كثير من الأحيان تُلغي شخصية زوجها.
- الضرب المتبادل: فهُناك بعض المجتمعات تقوم فيها النساء بضرب أزواجهن بشكل دوري أو من باب فرض لشخصيتها على شخصيته وهُنا قد يلجأ الزوج إلى الضرب بشكل عنيف بهدف الردع، أو حفظ ماء الوجه في بعض المواقف.
- الحالة النفسية السيئة للزوج أو ما يُسمى بالعامية بالعُقدة النفسية لدى الزوج وهي تعتبر مرض نفسي يقوم فيه الزوج بضرب زوجته لأتفه الأسباب، وهذا ناتج عن آثار قديمة مغروسة لديه منذ القِدَم.
- كُره الزوج لزوجته وعدم قبول أي تصرف منها قد يفعه في كثير من الأحيان للتصرف بوحشية وهمجية لتنفير زوجته منه والوصول إلى الانفصال الزوجي.
- الأسباب المادية: في بعض الأحيان تكون الأحوال المادية للزوجة أفضل من أحوال الزوج، ويقوم بعض الرجال بإبتزاز زوجاتهم لأخذ نقودهم بأي طريقة قد يكون أحدها الضرب.
- تناول بعض المحرمات مثل الخمر والمخدرات والتي يفقد فيها الرجل وعية وصوابه ويتصرف بعيداً عن العقل والمنطق.